للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عَلَى إِلْ يَاسِينَ (١٣٠)} بيان أن الله تعالى يجازي المحسن بالإحسان حتى بعد موته، لقوله: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (١٢٩)}، والواقع شاهد بذلك، فإن أئمة الإِسلام أبقى الله عليهم ثناء حسنًا في الآخرين، وصدّ كل لسان يقدح فيهم فجعل فيهم الثناء وسلمهم من القدح.

١٧ - {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٣١) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١٣٢)}

يستفاد منها ما سبق في قصة موسى وهارون -عليهما الصلاة والسلام-.

* * *

{وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٣)} سبق نظيرها في آيات أخرى وأن فيها توكيدًا من وجهين إن واللام. وأن التوكيد يؤتى به عند إنكار المخاطب أو شكه، أو أهمية المخبر به وإن لم يكن هناك شك أو إنكار. وقوله: {وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٣)} أي: لمن الذين أرسلهم الله تعالى، أرسل الله تعالى لوطا عليه الصلاة والسلام إلى قومه وكانوا -والعياذ بالله- يأتون الفاحشة وهي اللواط: يأتي الذكرُ الذكرَ، وهذه من أسفل الأخلاق -نسأل الله العافية-، ولهذا قال الله تعالى عن الزنا: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (٣٢)} [الإسراء: ٣٢] وقال عن اللواط على لسان لوط: {أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ} [الأعراف: ٨٠]. يعني التي استقر فحشها في فطر الناس و (ال) تفيد التقبيح والتعظيم، ولا شك أن فاحشة اللواط أعظم من فاحشة الزنا؛ لأنها قلب للفطرة التي فطر الله تعالى الخلق عليها، ولأن فيها عزوفًا عما أحل الله -عَزَّ وَجَلَّ-، وهكذا

<<  <   >  >>