للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإنسان المبتلى بالمحرم يبتلى -والعياذ بالله- بالعزوف عن الحلال، فتجده مستغنيًا بما حرم الله عما أحل الله، بخلاف الذي استغنى بالحلال عن الحرام، فإن الله تعالى يعينه ويجمل الحلال في عينه، ففي هذه الفاحشة عزوف الناس عن النساء، وبذلك يقل النسل وتقل الأمة وتضعف، وفي هذه الفاحشة أيضًا أسباب لأمراض كثيرة، فإن الإنسان -والعياذ بالله- إذا استعمل هذه الفاحشة فقد أتى الدبر الذي هو محل النجاسة والأذى، وإذا كان الله تعالى قال في المحيض {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} [البقرة: ٢٢٢] فإن أذى العذرة أخبث من أذى الدم، فكان في هذا أذى وسبب لأمراض لا يعلم مداها إلا الله -عَزَّ وَجَلَّ-، وفيها أيضًا قتل لمعنويات الرجال، فإن هذا المفعول به لن يبقى على حاله التي هو عليها، فسوف يكبر ويكون رجلًا فما مدى شعوره إذا قابل من كان يفعل به فعل الرجل بالمرأة؟ ! إنه ذل وخزي وعار -والعياذ بالله-، لهذا كانت هذه الفاحشة جديرة بأن يرسل الله تعالى رسولًا من أجل القضاء عليها، فإن لوطًا -عليه الصلاة والسلام- أرسله الله تعالى بالتوحيد وبالقضاء على هذه الفاحشة العظيمة، ومع ذلك لم يؤمن معه إلا قليل، حتى أهله الذين هم أهله لم يتمحض إيمانهم، بل كان فيهم من ليس بمؤمن وهي امرأته، وبهذا نعرف مدى ما يناله الدعاة إلى الحق من الأذى والرد، ولا ينبغي للإنسان أن يستحسر إذا لم يجد قبولًا من الناس، فإن الرسل -عليهم الصلاة والسلام- وهم أكرم الخلق على الله لا يجدون قبولًا من كل أحد، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:

<<  <   >  >>