للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب - الظالم المطلق وهذا الكافر.

ج - من عنده مطلق الإحسان وهو المسلم الذي عنده معاصي، ومطلق الظلم وهو كذلك المسلم الذي عنده معاصي، فإن كثرت معاصيه على طاعاته صار إلى الظلم أقرب، وإن كثرت طاعاته على معاصيه صار إلى الإحسان أقرب.

٣ - ومن فوائد الآية الكريمة: {وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (١١٣)} أن الظلم يكون بيّنًا أو مظهرًا لصاحبه، على حسب القول في {مُبِينٌ (١١٣)} هل هي بمعنى بيِّن أي: ظاهر، أو بمعنى مظهر لظلم صاحبه؛ لأن الظلم: قد يكون ظلمًا بيِّنًا واضحًا كالعدوان على الناس على أموالهم، ودمائهم، وأعراضهم، فهذا يكون الرجل فيه مظهرًا لظلمه، وقد يكون خفيًّا يستتر به الإنسان، فهذا ظلم بيِّن بالنسبة له، ولكنه ليس مظهرًا له؛ لأنه قد أخفاه عن الناس والله أعلم.

* * *

{وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (١١٤)} موسى وهارون -عليهما الصلاة والسلام- من ذرية إسحاق، وأكد الله تعالى منته عليهما باللام، وقد، والقسم المقدر.

والمنة هي: العطاء بلا ثمن، وأعظم عطاء يعطيه الله تعالى الإنسان هو النبوة، ولهذا قال المؤلف: [بالنبوة]. {وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (١١٥)} ذكر الله منته على موسى وهارون بالنبوة ثم بنجاتهما وقومهما من الكرب العظيم. والكرب يحتمل أنه الهلاك كما سبق في نظيرها، ويحتمل أنه ما لحقهما من الشدة

<<  <   >  >>