ومنها ما هو أخص وهي عبودية الرسالة في قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (١)}. [الفرقان: ١]
وكلما كان أخص فهو أكمل، والأخص ينافي الأعم؛ لأن العبودية الخاصة في ضمن العبودية العامة، فكل من كان عبدًا لله بالمعنى الخاص فهو عبد له بالمعنى العام، ولا عكس يعني ليس كل من كان عبدًا لله في المعنى العام يكون عبدًا لله في المعنى الخاص.
{وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ} بشرنا إبراهيم بإسحاق يعني أعلمناه به على وجه يسر به بعد البشارة الأولى بإسماعيل، ولهذا كان إسماعيل أكبر من إسحاق عليهما الصلاة والسلام.
وقوله:{وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا} قال المؤلف -رحمه الله-[نبيًا: حال مقدرة أي يوجد مقدرًا نبوته]. أي بولادته ووجوده نبيًّا حال من إسحاق، وأفادنا المؤلف بأنها حال مقدرة، لكن لما كانت أمرًا واقعًا لا محالة وصف بها حال البشارة وإلا فإنه حال البشارة ليس بنبي إذ إنه صغير، ولكن سيكون نبيًّا، ولما كان هذا الأمر محققًا جعل كأنه حال واقعة وأمر واقع.
وقوله:{مِنَ الصَّالِحِينَ} أي: القائمين بحق الله تعالى وحق عباده.