للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

له، وإيذائهم إياه تبين له الحكمة في أنه قال: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} [الإنسان: ٢٤].

قال المؤلف -رحمه الله-: [ولقد سبقت كلمتنا بالنصر لعبادنا المرسلين وهي: {لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} [المجادلة: ٢١] أو هي قوله: {إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (١٧٢)}] فـ (أو): هنا للتردد يعني هل الكلمة هي قوله تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} [المجادلة: ٢١] أو أن الكلمة هي قوله: {إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (١٧٢)} والاحتمال الثاني أولى؛ لأن الاحتمال الثاني يجعل تفسير الكلام في ضمن الكلام، والأول يجعل تفسير الكلام منفصلًا عنه، وإذا كان تفسيره متصلًا كان أولى، وعلى هذا فتكون الكلمة: {إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (١٧٢)} وهي جزء من قوله تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} [المجادلة: ٢١]

وقوله: {إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (١٧٢)} هذه الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات: الأول: إن، والثاني: اللام في (لهم)، والثالث: هم، لأن (هم) ضمير فصل، ثم هي أيضًا من حيث بنيتها. جملة توكيدية (١)، لأنها جملة اسمية، والجملة الاسمية تفيد الثبوت والاستمرار.

فـ (إن) للتوكيد، واللام للتوكيد، وهم ضمير الفصل للتوكيد، وضمير الفصل من حيث الإعراب ليس له محل من الإعراب، ومن حيث المعنى يفيد ثلاثة أشياء: التوكيد، والحصر، والفصل بين الخبر والصفة، ولهذا سمي ضمير فصل،


(١) قولنا جملة توكيدية أحسن من قولنا: تأكيدية.

<<  <   >  >>