للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب فقال: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} والله الموفق.

* * *

{وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٩)} هذه الجملة مؤكدة بمؤكدين: الأول: إن، والثاني: اللام، وسبب التأكيد أن إثبات الرسالة أمر ينكره كثير من الناس، والشيء الذي ينكر يجب أن يؤكد بما يدل على ثبوته، سواء كان ذلك عن طريق التأكيد اللفظي بأدوات مؤكدات، أو عن طريق التأكيد المعنوي بذكر الآيات والشواهد الدالة على ثبوته، والأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- قد ثبتت رسالتهم: أي بالتوكيد اللفظي والتوكيد المعنوي، فأيدهم الله تعالى بالآيات الكونية والشرعية، وأيد الله رسالتهم بالمؤكدات اللفظية، كما في هذه الآية.

{لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٩)} يعني لمن القوم الذين أرسلهم الله تعالى إلى عباده، ولم يبين إلى من أرسلوا، لكن قد ذكر في آيات أخرى أنه أرسل إلى قومه، وكذلك صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن كل نبي يبعث إلى قومه خاصة إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه بعث إلى الناس عامة (١)، ويونس -عليه الصلاة والسلام- هو أحد أنبياء بني إسرائيل، أرسله الله تعالى إلى قومه، وسيأتي -إن شاء الله تعالى- بيان قصته هنا.

{إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١٤٠)} قال المؤلف -رحمه الله-:


(١) تقدم تخريجه.

<<  <   >  >>