للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك أقوى يقينًا، مما إذا أخبر به لقوله: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (١٣٧)} وتشاهدون آثارهم، وهذا يسمى حق اليقين، والخبر به يسمى علم اليقين.

٧ - قد يقال إن قوله: {وَبِاللَّيْلِ} إشارة على أن السير في الصباح أحسن منه في آخر النهار، لقوله: {مُصْبِحِينَ (١٣٧) وَبِاللَّيْلِ} هذا إن قلنا: إن المراد بالإصباح الوقت الخاص وهو أول النهار، أما إذا قلنا: إن المراد بالإصباح كل النهار وأنه عبر بالبعض عن الكل، كما أشار إليه المؤلف فليس في ذلك دليل.

٨ - ومن فوائد هذه الآية: جواز المسير بالليل. ووجه ذلك أن الله أقرهم فقال: {وَبِاللَّيْلِ} ولكن هذه الفائدة فيها نظر؛ لأن الله يتحدث عن فعل هؤلاء المكذبين، فقد يقال: إن المراد بيان إقامة الحجة لا إقرارهم، ولكن السنة قد دلت على جواز المشي بالليل.

٩ - ومن فوائد الآية الكريمة: النداء على من لم يتعظ بالسفة وعدم العقل لقوله: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ (١٣٨)}.

١٠ - ومن فوائدها: أن العقل حقيقة هو ما أرشد صاحبه إلى فعل الخير وترك الشر، وليس العقل هو الذكاء، فالعقل شيء، والذكاء شيء آخر، وكل من كان مكذبًا للرسل مستكبرًا عما جاءوا به فإنه ليس بعاقل، حتى وإن كان من أدهى الناس، فالإنسان المكذب للرسل المستكبر عما جاءوا به ليس بعاقل وإن كان ذكيًّا حتى وإن كان ذا شرف وجاه، فإنه ليس بعاقل لقوله: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ (١٣٨)} وقد قال الله مثل هذا في بني إسرائيل الذين

<<  <   >  >>