للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله سبحانه وتعالى ينجي الذين اتقوا بمفازتهم، وأن الله نجا لوطًا وأهله إلا امرأته، ويتفرع على ذلك:

أنه ينبغي للإنسان المؤمن أن يغلب جانب الرَّجاء إذا كان قد قام بحق الله تعالى، وذلك حيث نجَّا الله سبحانه وتعالى المؤمنين المخلصين من عباده من عقوبة المكذبين المستكبرين.

٤ - ومن الفوائد: أنه قد تكون المرأة الكافرة تحت الرجل المؤمن من غير أن يعلم بها لقوله: {إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (١٣٥)} وقد بيَّن الله سبب ذلك، أي سبب وقوع العذاب عليها بأنها كانت قد خانت زوجها بالكفر من غير أن يعلم، ويتفرع على هذه الفائدة:

أنه ينبغي للإنسان أن يتفقد أهله، وأن يتحرى، وأن يسبر أمورهم.

٥ - ومن فوائد قوله تعالى: {ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (١٣٦)} التحذير من أن يفعل الإنسان كفعل هؤلاء فيدمر، وتدمير قوم لوط حسي، ولكن ربما يدمر من شابههم تدميرًا معنويًّا، وقد يدمر تدميرًا حسيًّا، فيرسل الله مثلًا عليهم الصواعق والبرد وغير ذلك مما يدمرهم، لكن التدمير المعنوي محقق، وذلك بانقلاب الذكور إناثًا؛ لأن هؤلاء المفعول بهم -والعياذ بالله- يكونون كالمرأة تمامًا هو نفسه يطلب الرجال ويتتبعهم، لعلهم يفعلون به -والعياذ بالله- لأنه انقلب وصار كالمرأة تمامًا، ولا شك أن هذا تدمير للرجولة وقلب للمجتمع.

٦ - ومن فوائد قوله تعالى: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (١٣٧)} الإشارة إلى أن الإنسان إذا رأى الشيء بعينه كان

<<  <   >  >>