للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن ما هي الإرادة؟ وإلى أين التحرك؟ إن كانت الإرادة إرادة لله -عَزَّ وَجَلَّ- والتحرك لدينه فهذه هي الحرية، وإذا كانت الإرادة لغيره والتحرك لغير شرعه فهذه رق. ولهذا نرى أن هؤلاء الفوضويين الذين يريدون أن يكون الناس فوضى مدعين أن هذه هي الحرية -نرى أن هؤلاء هم الذين ابتلوا بالرق؛ لأن الشيطان استرقهم وجعلهم عبيدًا له، ولو عبدوا الله سبحانه وتعالى لسلموا من هذا الرق، فهم تركوا الرق الذي خلقوا له وبلوا برق النفس والشيطان، كما قال ابن القيم -رحمه الله- في النونية:

هربوا من الرق الذي خلقوا له ... وبلوا برق النفس والشيطان

الرق الذي خلقوا له هو العبودية لله، لكنهم بلوا برق النفس والشيطان، فما من إنسان يهرب من عبادة الله إلا وقع في عبادة الشيطان ولابد. فالعبودية وصف كمال للإنسان إذا كانت لله، وإذا كانت للشيطان فهي وصف نقص.

٢٣ - ومن فوائد الآية الكريمة فضيلة الإيمان، لقوله: {إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١٢٢)}.

٢٤ - ومن فوائدها: أن كل جزاء وكل وصف علق بالإيمان فإن للأنبياء منه الحظ الأوفر والأكمل.

* * *

{وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣)} الجملة هذه مؤكدة بـ (إن) و (اللام). ويؤكد الله مثل هذه الأشياء التي يكفي فيها خبره

<<  <   >  >>