الْمُحْسِنِينَ (١٢١)} بيان فضل الله -سبحانه وتعالى- على عباده الذين أحسنوا، حيث يجزيهم بالحسنى، كما قال تعالى:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}. [يونس: ٢٦]
١٩ - ومنها أيضا بيان فضل الله -سبحانه وتعالى- على العباد من وجه آخر، وهو أنه هو الذي منّ عليهم بالإحسان أي جعلهم يحسنون، ثم منّ عليهم مرة ثانية بمجازاتهم على هذا الإحسان, وعلى هذا فكل إحسان تفعله فإن لله عليك فيه منتين.
المنة الأولى: توفيقك لهذا الإحسان.
والمنة الثانية: ثوابك على هذا الإحسان.
٢٠ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن الله -عَزَّ وَجَلَّ- لا يجزي العامل لشخصه، وإنما يجزيه لعمله؛ ولهذا بين أن هذا الجزاء لا يختص بموسى وهارون، بل هو لكل إنسان محسن.
٢١ - ومن فوائد قوله تعالى: {إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١٢٢)} الثناء على المؤمن الذي حقق عبودية الله، لقوله: {إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١٢٢)}.
٢٢ - ومن فوائدها: أن البشر مهما علت منزلتهم ومرتبتهم فهم داخلون ضمن العبودية؛ لأن موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام من أكابر الأنبياء، ومع ذلك فإن الله تعالى وصفهما بالعبودية له سبحانه وتعالى.
ومن المعلوم أن وصف الإنسان بالعبودية لله شرف له وعز؛ لأنه ما من إنسان إلا وهو عبد، إما أن يكون عبدًا لهواه، وإما أن يكون عبدًا لمولاه، وكل إنسان له إرادة، وكل إنسان متحرك