للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والشعبي وليس معه أحد" (١). بل إن من الأنبياء من يقتل، فجدير بنا ونحن نسمع هذه القصص أن لا نضجر إذا لم نجد قبولًا، وأن لا نضجر إن رأينا أذى، وأن لا نضجر إن رأينا عدوانًا، فلنصبر ولنحتسب، والوعد بالثواب أو بالعقاب يكون غدًا.

فلوط أرسله الله تعالى إلى قومه، ولكنهم لم يقبلوا قوله حتى إن الرسل الذين جاءوا إلى لوط جاءوا قومه يهرعون إليه، يسرعون يريدون هؤلاء الملائكة الذين أرسلهم الله تعالى على صورة شبان فتنة لهؤلاء، فراودوه عن ضيفه، فقال: هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين. أي خذوا النساء تزوجوهن، قالوا: لقد علمت ما لنا في بناتك من حق، وإنك لتعلم ما نريد. ولكن قال الله عز وجل: {فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ} [القمر: ٣٧] فهؤلاء الرجال الذين جاءوا قيل: إن جبريل عليه السلام ضربهم بجناحه. وقيل: إن الله تعالى طمس على أعينهم والله أعلم بكيفية ذلك، وهذا القول أحسن إلا أن يصح عن الرسول -عليه الصلاة والسلام-، أن جبريل ضربهم، فهؤلاء رجعوا عميًا، طمس الله أعينهم حتى صاروا لا يبصرون، والحاصل أنه لم يستجب له أحد من قومه، ولهذا قال: {إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (١٣٥)}.

{إِذْ نَجَّيْنَاهُ} (إذ) ظرف لفعل محذوف تقديره: "اذكر" ولا


(١) أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب يدخل الجنة سبعون ألفًا (٦٥٤١) ومسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على دخول ... (٣٧٤) (٢٢٠).

<<  <   >  >>