للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٧٢] فلو أراد الله بهؤلاء خيرًا لانقادوا للهدى، أما أنت فقد أراد الله بك خيرًا لأنك بلغت ما عليك.

١١ - ومن فوائد هذه الآية الكريمة: ترتب الجزاء على العمل، وتؤخذ من الفاء الدالة على السببية {فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (١٢٧)} فالجزاء مترتب على العمل، وقد ذكر الله في آية أخرى أن الجزاء يكون من جنس العمل، فقال: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ} [العنكبوت: ٤٠] قدرًا وكيفية ثم فصل الله هذا الأخذ.

١٢ - ومن فوائدها: إثبات الجزاء المتسبب على العمل في قوله: {فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (١٢٧)}.

١٣ - ومن فوائدها: إهانة هؤلاء وأمثالهم، حيث قال: {لَمُحْضَرُونَ (١٢٧)} ولم يقل: نحضرهم، ولكنه في آية أخرى قد يضيف العقوبة إلى نفسه -عَزَّ وَجَلَّ-، مثل قوله تعالى: {ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (٦٨)}. [مريم: ٦٨].

١٤ - ومن فوائد قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (١٢٨)}. بيان أن العباد المخلصين لا ينالهم عذاب هؤلاء في الآخرة قطعًا، وفي الدنيا فإنه يوشك أن يعم الله تعالى الصالح والفاسد بالعذاب، ولاسيما إذا قصر الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه يوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده.

١٥ - ومن فوائدها: الثناء على هؤلاء الذين اتبعوا الرسل، لكونهم عبادًا لله ومخلصين.

١٦ - ومن فوائد قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (١٢٩) سَلَامٌ

<<  <   >  >>