للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خلقتم" (١) وهم في الحقيقة ما خلقوا حتى وإن صوروا وأبدعوا في الصورة فإنهِم لم يخلقوا كخلق الله.

{يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} [الحج: ٧٣] حتى وإن أبدع المصور في تصويره الذي جعله على مثال الآدمي أو مثال الحيوان، فإنه لن يكون كخلق الله.

٩ - ومن فوائد قوله تعالى: {اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (١٢٦)} أنه ينبغي للداعية أن يذكر الإنسان بما يكون سببًا لاتعاظه لقوله: {اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (١٢٦)} فيذكرهم بأن آباءهم قد فنوا وذهبوا، وإنكم أنتم سوف تذهبون كما ذهب الآباء.

١٠ - ومن فوائد قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ} دليل على أن الإنسان مهما بلغ في عرض الدعوة إلى الله وبيانها والبلاغة في العظة فإنه لا يستلزم أن يؤثر فيمن وجه الخطاب إليه؛ لأن إلياس عرض الدعوة عليهم عرضًا رقيقًا، وبيَّن لهم الأدلة على أن الله وحده المستحق للعبادة ومع ذلك كذبوه. ويتفرع على هذه الفائدة:

أنه ينبغي للداعية إذا رُدّ قوله ألا يعتبر نفسه مقصرًا أو فاشلًا؛ لأنه أدى ما عليه وهو البلاغ، والهداية على الله عَزَّ وَجَلَّ: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [البقرة:


(١) أخرجه البخاري كتاب اللباس، باب من كره القعود على الصور (٥٩٥٧) ومسلم، كتاب اللباس، باب تحريم تصوير صورة الحيوان (٢١٠٨) (٩٧).

<<  <   >  >>