للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - ومن فوائدها: الثناء على يونس لقوله: {لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٩)} لأنه لا شك أن مقام الرسالة أعلى مقامات البشر، كما قال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} [النساء: ٦٩] وهذا الذي عليه أمة الإسلام، أن مقام الرسالة أفضل من كل مقام، وأنها أعلى مقامات البشر، خلافًا لمن زعم أن أعلى مقامات البشر الولاية ثم النبوة ثم الرسالة، وقال في ذلك بعض الصوفية قولًا منكرًا، فقال: "مقام النبوة في برزخ، فويق الرسول ودون الولي"، فالولي أعلى شيء، ولقد كذبوا في ذلك، فمقام الرسالة أعلى المقامات، وكل رسول فهو ولي، ولا عكس، ثم النبوة ثم الولاية.

٣ - ومن فوائد الآية الكريمة: أنه لا يجوز القدح في يونس -عليه الصلاة والسلام- من أجل ما حصل منه من عدم الصبر، فإن الله قال: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ}. [القلم: ٤٨] لكنه لا يجوز أن نقدح فيه لذلك، لأنه أحد الرسل، والقدح بالرسل كفر، بل إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى" (١)؛ لئلا يؤدي تفضيل الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى احتقار يونس -عليه الصلاة والسلام-.

٤ - ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات جماعة الرسل لقوله: {لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٩)} ويقول الله -عز وجل-: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا


(١) أخرجه البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (٩)} (٣٣٩٥) ومسلم في كتاب الفضائل، وفي باب في ذكر يونس عليه السلام (رقم ٢٣٧٦) (١٦٦).

<<  <   >  >>