للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

متعلقة بالمعبود. ولهذا قال بعضهم في تقديرها: لا معبود موجود إلا الله، وهذا غير صحيح، لأن هناك موجودًا يعبد سوى الله. ولكن الصحيح أن نقول: لا معبود حق. كما لو قلت: لا أحد قائم إلا زيد. تكون قائم هي الخبر. لا معبود حق إلا الله.

وقوله: {لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} الله علم على الذات المقدسة لا يسمى به غيره، وهو أصل الأسماء، ولهذا تأتي أسماء الله تعالى غالبًا تبعًا له، ولا يأتي هو تبعًا لغيره إِلا نادرًا، فالأكثر أن الأسماء تأتى كلها صفة لله {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)} [الفاتحة: ٢ - ٤] بسم الله الرحمن الرحيم. وربما تبعًا لها في مثل قوله: {إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (١) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} [إبراهيم: ١ - ٢] فهنا أتت هذه الكلمة العظيمة (الله) تبعًا لما قبلها. أين جواب {إِذَا} في قوله {كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ}؟ جواب (إذا) {يَسْتَكْبِرُونَ (٣٥) ولكن قد يقول قائل: لماذا لم تجزم؟ كيف جعلتموها جوابًا لـ أن (إذا) ولم تجزموها مع أنها فعل مضارع، الجواب أن (إذا) حرف شرط غير جازم.

وقوله: {يَسْتَكْبِرُونَ (٣٥)} أي: يتعالون كبرًا وفخرًا، فيرون أنهم أكبر من أن يقال لهم: {لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} ويأنفون من ذلك أي من قول هذه الكلمة، لأنهم يرون في أنفسهم أنهم أعظم وأكبر، ولهذا قال: {يَسْتَكْبِرُونَ (٣٥)} أي: يستكبرون عن قولها فلا يقولونها ويستكبرون عمن قالها فلا يستجيبون له، فكبرياؤهم -والعياذ بالله- من الناحيتين.

الناحية الأولى: الاستكبار عن قول هذه الكلمة.

<<  <   >  >>