للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (٦٢)[مريم: ٦٢] وهو معلوم العين والنوع إذا لاقوه. كما قال تعالى في سورة البقرة: {وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا} [البقرة: ٢٥] فهو معلوم لديهم في الدنيا وكذلك في الآخرة، {فَوَاكِهُ} قال المؤلف -رحمه الله-[بدل أو بيان للرزق وهو ما يؤكل تلذذًا لا لحفظ الصحة]، {فَوَاكِهُ} بالرفع بدل، أو بيان للرزق؛ لأن كلمة رزق أعم من الفواكه، فيكون {فَوَاكِهُ} بدل بعض من كل، لأن الرزق أعم.

{فَوَاكِهُ} هنا لم تنون؛ لأنها ممنوعة من الصرف صيغة منتهى الجموع. {فَوَاكِهُ} على وزن فواعل.

وقال المؤلف -رحمه الله- في الفاكهة [هي ما يؤكل تلذذًا لا لحفظ صحة] يعني أن الفاكهة ما يأكله الإنسان للتلذذ لا للتقوت به، فهو عبارة عن أكل كمالي، وهكذا أهل الجنة يأكلون ما يأكلون فيها من باب التفكه لا لحفظ الصحة؛ لأن صحتهم مضمونة، فإن لهم أن يصحوا فلا يسقموا أبدًا، وأن يعيشوا فلا يموتوا أبدًا، فيكون كل ما يأكلونه في الجنة من قسم الفاكهة؛ لأن أهل الجنة؛ كما يقول المؤلف -: [مستغنون عن حفظها -أي حفظ الصحة- بخلق أجسامهم للأبد]. ولهذا جاء في الحديث: "أنهم لا يبولون ولا يتغوطون، وإنما يخرج ما يأكلونه رشحًا -يعني عرقًا- كَريح المسك" (١) فيتنعمون بهذا الأكل عند أكله وعند خروجه؛ لأنه يخرج رشحًا كرائحة المسك، كما لو طُلِي


(١) أخرجه مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب في صفات الجنة وأهلها. وتسبيحهم فيها بكرة وعشيا (٢٨٣٥/ ٢٠).

<<  <   >  >>