وقد يقول قائل: إنه بشر بيعقوب باعتبار المآل؛ لأنه إذا نسخ وجوب الذبح بقي هذا الولد ورزق ولدًا.
فيقال: نعم هذا يمكن أن يرد به لكن تفوت البشارة عندما يؤمر بالذبح، ومعلوم أن الإنسان المبشر بالشيء لا يمكن أن يزعج بضده، فإذا أزعج بضده انقلبت البشارة سوءًا.
٦ - قوله تعالى هنا:{وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ} بعد أن ذكر قصة الذبح كاملة، ولا يمكن أن يكون في القرآن تكرار.
٧ - أن الله تعالى ذكر البشارة بإسحاق للأم {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ} ولم يذكر ذلك في إسماعيل.
٨ - أن الله تعالى قال في إسحاق:{وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} وإذا كان قد بُشر بأنه نبي، فإنه لا يليق ولا يسوغ أن يؤمر بذبحه بعد أن بشر بنبوته.
٩ - أنه روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"أنا ابن الذبيحين"(١) يعني إسماعيل وأباه عبد الله بن عبد المطلب.
فإن صح هذا الحديث فهو أيضًا دليل واضح على أن الذبيح إسماعيل؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان من ذرية إسماعيل ولم يكن من ذرية إسحاق.
{وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (١٠٨)} تركنا: قال المؤلف: [أبقينا عليه في الآخرين ثناء حسنًا {سَلَامٌ} منا {عَلَى إِبْرَاهِيمَ}].
(١) ذكره الحاكم في المستدرك (ج ٢/ ٦٠٩) ح (٤٠٤٨) وعلق الذهبي بقوله: إسناد واهٍ وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (١/ ٣٣٦ رقم ٣٣١): (٤/ ١٧٢ رقم ١٦٧٧) لا أصل له بهذا اللفظ.