ترديني، وهذا هو الأقرب، قوله:{تَاللَّهِ} هذا قسم بحرف التاء. والقسم هو: تأكيد الشيء بذكر معظم بصيغة مخصوصة، وكان القسم تأكيدًا، لأن المقسم كأنه يقول بلسان حاله: إن منزله هذا عندي وقدره عندي أؤكد به ما أخبرت به إذا كان خبرًا، أو ما سأفعله إن كان إنشاء.
{قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ} يقول المؤلف: [إن مخففة من الثقيلة] أي فأصلها إنَّ، وهي تفيد التوكيد، وإنما قال مخففة من الثقيلة؛ لأن (إن) تأتي على أوجه متعددة (١):
و{كِدْتَ} قال المؤلف -رحمه الله-: [قاربت]، لأن كاد تدل على المقاربة، فهي من أفعال المقاربة، وقد اشتهر عند النحويين أن نفيها إثبات، وإثباتها نفي.
فإذا قلت: كاد يفعل، فهذا إثبات لكنه يدل على أنه لم يفعل.
وإذا قلت: لم يكد يفعل كذا، فهذا نفي لكنه يدل على أنه فعل، لقوله تعالى: {فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (٧١)}. [البقرة: ٧١]
لكن هذا الذي اشتهر ليس بصحيح، فهي كغيرها من الأفعال: إثباتها إثبات، ونفيها نفي. فإذا قلت: كاد يفعل كذا، فإنها إذا كانت بمعنى قارب تدل بمادتها على أنه لم يفعل، لأن من قارب الشيء لم يدخل فيه.