للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن الصحيح أنه عام يشمل كل من خوطب، ولكن الذي أوجب المؤلف أن يجعله خاصًّا بأهل مكة؛ لأن هذه الآية مكية والمشركون هم أهل مكة.

ولكن لا ينبغي أن يقيد المعنى العام بمكان نزوله، وإذا كانت العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص المكان.

فالصواب {إِنَّ إِلَهَكُمْ} يعني أيها الناس {لَوَاحِدٌ (٤)} يعني لا شريك له، والواحد والأحد وما أشبههما تدل على الانفراد، أي أنه -عَزَّ وَجَلَّ- لا شريك له، {إِلَهَكُمْ} فِعال بمعنى مفعول، أي مألوهكم، والمألوه هو الذي يعبد محبة وتعظيمًا، فبمحبته يقوم الإنسان بفعل الأوامر، وبتعظيمه ينتهي عن النواهي، إذًا إن معبودكم أيها الناس لواحد لا شريك له، فالله -عَزَّ وَجَلَّ- لا شريك له في ربوبيته، ولا شريك له في ألوهيته، ولا شريك له في أسمائه وصفاته، دليل الربوبية قوله تعالى: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٨٦) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} [المؤمنون: ٨٦ - ٨٧] وقوله تعالى: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ} [الرعد: ١٦] ودليل الألوهية قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}. [محمد: ١٩].

ودليل الأسماء والصفات قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} [الشورى: ١١]. فالله تعالى واحد في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، سبحانه وتعالى.

ويرد على هذا أن للمشركين آلهة متعددة؟

والجواب: أن نقول: نعم لهم آلهة لكنها آلهة باطلة،

<<  <   >  >>