للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سَقْفًا مَحْفُوظًا}. [الأنبياء: ٣٢] {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} [الذاريات: ٤٧] ولم يرد ذلك في الأرض. إذًا يتعين أن تكون مماثلة في العدد.

أما السنة فصريحة مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من اقتطع شبرًا من الأرض طوقه الله يوم القيامة من سبع أرضين" (١).

{وَمَا بَيْنَهُمَا} يعني ورب ما بينهما, ولا شك أن الذي بينهما مخلوقات عظيمة بدليل أنها جعلت قسيمة وعديلة للسماوات والأرض. فلابد أن تكون شيئًا عظيمًا، ليس هي مجرد ما نرى من السحاب المسخر بين السماء والأرض، بل هناك أشياء عظيمة بين السماء والأرض من آيات الله -عَزَّ وَجَلَّ-. نعرف منها السحاب فإنه بين السماء والأرض، والنجوم بين السماء والأرض، والشمس بين السماء والأرض، والقمر بين السماء والأرض، لقوله تعالى: {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٣٣)} [الأنبياء: ٣٣] وما اشتهر عن علماء الفلك سابقًا من أن الشمس في السماء الرابعة، والقمر في السماء الدنيا، وعطارد وزحل والمشتري في السماوات الأخرى، وهي على هذا الترتيب.

زحل شرى مريخه من شمسه ... فتزاهرت بعطارد الأقمار

أعلاها زحل في السماء السابعة، (شرى) المشتري في السادسة، (مريخه) المريخ في السماء الخامسة، (من شمسه) الشمس في الرابعة، (فتزاهرت) الزهرة في الثالثة، بعطارد في


(١) أخرجه البخاري في كتاب المظالم، باب إثم من ظلم شيئًا من الأرض (رقم ٢٤٥٢، ٢٤٥٣)، ومسلم في كتاب المساقاة، باب تحريم الظلم وغصب الأرض وغيرها (رقم ١٦١٠) (١٣٧) واللفظ لمسلم.

<<  <   >  >>