للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشروق ابتداء والغروب انتهاء.

وفي الشروق -أيضًا- ولاسيما في شروق الشمس إضاءة ونور يظهر فيه تمامًا كمال النعمة، وقوله {الْمَشَارِقِ} هنا بالجمع، وفي بعض الآيات جاءت بالتثنية، مثل قوله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (١٧)} [الرحمن: ١٧] وفي بعض الآيات جاءت بالإفراد كما قال تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (٩)} [المزمل: ٩] فهل هذا تناقض أم ماذا؟

الجواب: لا, وليس في القرآن شيء من التناقض {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (٨٢)} [النساء: ٨٢] فالقرآن لا يمكن أن يتناقض بنفسه، ولا أن يتناقض مع صحيح السنة. وانتبه نقول: مع صحيح السنة, لأنه قد تأتي سنة ضعيفة تناقض القرآن، ومناقضتها للقرآن يدل على ضعفها, لكن مع صحيح السنة لا يمكن، فإن وجد شيء ظاهره التعارض فإنه لابد أن يكون هناك وجه لتصحيح التعارض: إما بإمكان الجمع وهو المرتبة الأولى للعمل بالنصوص التي ظاهرها التعارض. وإما بالنسخ إن علم التاريخ وكان النص مما يدخله النسخ. وإما الترجيح يكون أحدهما أرجح من الآخر، ولابد من هذه المراتب الثلاث. لكن أحيانًا قد لا يتسنى للناظر وجه من هذه الوجوه، قد يعجز عن الجمع، وقد لا يعرف النسخ، وقد لا يمكنه الترجيح، فموقفه حينئذ التوقف، وأن يقول: الله أعلم، ولا يجوز أن يعتقد بأي حال من الأحوال أن في القرآن أو صحيح السنة تناقضًا أبدًا، لكن هل له أن يحاول معرفة هذه المراتب، أو إذا أشكل عليه أول

<<  <   >  >>