للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - ما ظنكم به أن يترككم هملًا بدون عقاب.

٢ - ما ظنكم به إذا اتخذتم معه غيره أنكم تنقصتموه.

٣ - ما ظنكم به أنَّه يرضى أن تعبدوا معه غيره، كل هذا أمر إن كانوا يظنونه فقد أساءوا الظن بالله، ولم يقدروا الله حق قدره، ولكن هذه الظنون تلزمهم إذا اتخذوا مع الله غيره ولا يمكن أن يفروا عنها. وقوله: {بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٧)} سبق لنا أن المراد بالعالم هنا ما سوى الله -عَزَّ وَجَلَّ- فكل ما سوى الله فهو عالم، وسُمّوا عالمًا؛ لأنهم علم على الله، فيستدل بمخلوقاته -سبحانه وتعالى- عليه، كما قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} [فصلت: ٣٧].

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (٢٠)} [الروم: ٢٠] {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (٢٢)} [الروم: ٢٢] إلى آخر ما استدل الله به على نفسه من آياته.

فقوله: {بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٨٧)} الربوبية هنا عامة، ولم يقل: ما ظنكم بالله إشارة إلى أن هذه الآلهة المعبودة مربوبة لله -عز وجل-، فكيف تكون معبودة من دونه؟

وقد ضرب الله -سبحانه وتعالى- مثلًا في الإنسان المملوك هل يرضى سيده أن يشاركه أحد فيما يختص به؟ {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ} [الروم: ٢٨] الجواب: لا، فليس لنا مما ملكت أيماننا من شركاء فيما رزقنا الله.

<<  <   >  >>