للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المؤلف: [مهاجر إليه من دار الكفر {سَيَهْدِينِ} إلى حيث أمرني ربي بالمصير إليه وهو الشام، فلما وصل إلى الأرض المقدسة قال: {رَبِّ هَبْ لِي}]

{إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي} ولم يقل: إلى الله، لأن المقام يختص بالربوبية أكثر، إذ إن الربوبية مقتضاها التدبير، وهو الآن يحتاج إلى مدبر يدبره إلى ما فيه مصلحته، فقال: {ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي} والإضافة هنا إضافة تعطف وتحنن، وهي من الربوبية الخاصة، يعني إلى الرب الذي أرجو منه أن يهديني ويدلني لما فيه الخير.

وقوله: {سَيَهْدِينِ} السين هذه للتنفيس وتفيد أمرين:

تحقق الوقوع وقربه.

والمراد بالهداية هنا هداية الدلالة، أي سيهدين إلى ما فيه الخير والصلاح لهذه الدعوة، وربما يقال: إنها تشمل هداية الدلالة وهداية التوفيق.

الفوائد:

١ - الثناء على إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- بإعلانه الهجرة من بلده الذي يتضمن تحدي قومه وعدم مبالاته بهم، لأنهم لم يمسكوه ولم يمنعوه عن الهجرة، وهذا من حكمة الله عز وجل أن يظهر التحدي في مثل هذا ولا يقع.

٢ - ومنها: ثقة إبراهيم عليه الصلاة والسلام بربه حيث قال: {إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ}.

٣ - ومنها: الإشارة إلى الإخلاص في العمل لقوله: {إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي} وهذا فيه إخلاص القصد لله عزَّ وجلَّ، وهذه هي

<<  <   >  >>