للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} [الملك ٥] و (الكواكب) على القراءة التي ساقها المؤلف مضاف إليه، وزينةِ مضاف غير منون (بزينةِ الكواكب)؛ لأن الكواكب نفسها زينة تزين بها السماء الدنيا.

فإذا قال قائل: السماء الدنيا. لماذا سميت دنيا؟

فالجواب: لأنها أدنى إلى الأرض مما فوقها، فهي دنيا، وربما نقول: إنها أدنى مما فوقها في السعة والقوة, لأنه كلما علوت اتسع المكان, لأن السماوات على الأرض دائرة كالكرة، ومعلوم أنك كلما صعدت فسوف يتسع وكلما اتسع فسيكون أقوى, لأنه لو كان المتسع بقوة ما تحته ضعف، إذ كلما اتسع البناء لابد أن يكون أقوى، ونضرب لك مثلًا: لو أنك أتيت بمسلح خمسة أمتار يحتاج مثلًا إلى ١٠ سم لكن إذا جعلته ٢٠ يحتاج إلى أكثر، يعني يحتاج أن يكون سميكًا أكثر؛ لأنه لو كان بسمك الأول مع سعته لكان يهضم، وكلما اتسع فلابد أن يكون أشد بناء وأحكم.

وقوله: {بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (٦)} يعني أن الكواكب تزين السماء.

وسنورد على هذا إيرادًا، وهو أننا ذكرنا قبل آنفًا أن النجوم والكواكب في فلك بين السماء والأرض، وظاهر الآية أن تزين السماء الدنيا بشيء لاصق به.

والجواب على ذلك أن يقال: إن الشيء قد يزين بالشيء، ولو كان منفصلًا عنه. أرأيت لو وضعت ثريات خارج القصر فإذا نظرت إلى القصر والثريات بينك وبينه فإن هذه الثريات ستكون

<<  <   >  >>