للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن بذل الغني ماله في سبيل الله، فالعالم المنتفع بعلمه والمعلم لغيره أفضل من صاحب المال.

٤ - ومن فوائدها: جواز تعدد الرسل في آنٍ واحد، وهذا قبل بعثة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، أما بعد بعثته فهو خاتم النبيين ولا نبي بعده.

٥ - ومن فوائد قوله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (١١٥)} بيان منة الله على موسى وهارون وقومهما بالنجاة من الهلاك، سواء كان على أيدي الفراعنة، أو بعذاب من عند الله -عَزَّ وَجَلَّ-، فإن الله نجاهما، وقد ذكَّر الله قوم موسى بهذه النعمة {وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} [الأعراف: ١٤١] وفي آية أخرى: {وَيُذَبِّحُونَ}، [إبراهيم: ٦] لأنهم تارة يقتلونهم، وتارة يذبحونهم، كما تذبح الشاة -والعياذ بالله- إرهابًا وإزعاجًا، فأنجاهم الله منهم.

٦ - ومن فوائد الآية الكريمة في قوله: {مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (١١٥)} أن بني إسرائيل أصابهم كرب عظيم بسبب ما حصل لهم من استعباد فرعون لهم؛ لأنه كان استذلهم استذلالًا عظيمًا، فمن العلماء من قال: إنه فعل ذلك لأنه قيل له: إنه سيولد منهم ولد يكون ذهاب ملكك على يده.

ومنهم من قال: بل فعل ذلك لمجرد إذلالهم خشية من أن يكثروا، ويكون لهم عزة وشوكة ومنعة، وكونه فعل ذلك من أجل الخوف من هذا الذي قيل عنه ما -قيل- يحتاج إلى دليل.

<<  <   >  >>