للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تكون سببية، وقوله: {مِنْ إِفْكِهِم} أي كذبهم، لأن الإفك هو الكذب، كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: ١١] أي بالكذب. {لَيَقُولُونَ (١٥١)} الجملة خبر إن، ومقول القول {وَلَدَ اللَّهُ} وعلى هذا فنقول: إن {وَلَدَ اللَّهُ} في محل نصب مقول القول.

وكيف قالوا: ولد الله؟ وبأي صيغة؟ قال المؤلف -رحمه الله-: [بقولهم الملائكة بنات الله]، ومعلوم أن البنت من الولد فإن الولد في اللغة العربية يطلق على البنت والابن، قال الله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} [النساء: ١١].

{وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (١٥٢)}. هذه الجملة مؤكدة بمؤكدين: إن واللام، والمراد بها إبطال هذا القول، فيكون الله أبطل هذا القول قبل التحدث عن مقوله، وبعده، فأبطله قبل التحدث عن مقوله في قوله: {مِنْ إِفْكِهِم} وبعده بقوله: {وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (١٥٢)} ونحن نشهد أنهم كذابون في هذا، فإن الله تعالى واحد أحد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد. وقد برهن الله -عز وجل- على بطلان هذا في سورة الأنعام. فقال تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (١٠٠) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٠١)} [الأنعام: ١٠٠ - ١٠١]

فقال {أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ} [الأنعام: ١٠١] كيف يكون له ولد وليس له صاحبة، يعني زوجة؛ هذا مستحيل.

<<  <   >  >>