للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْغَالِبُونَ (١٧٣)} لكن الغالبون بأمر الله لا شك، والمفعول محذوف والتقدير: كما قال المؤلف -رحمه الله-: [الغالبون الكفار بالحجة والنصرة عليهم في الدنيا، وإن لم ينتصر بعض منهم في الدنيا ففي الآخرة]. أشار المؤلف إلى إشكال كنا نريد أن نؤخره إلى الفوائد، لكن الآن لابد من الكلام عليه.

{وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (١٧٣)} فبين الله بيانًا مؤكدًا بثلاثة مؤكدات أن جنده المؤمنين الذين يدافعون عن دينه هم الغالبون، وأكد فيما قبل أن الرسل هم المنصورون، فإذا قال قائل: هل هذا الكلام المؤكد من الرب -عز وجل- مطابق للواقع، أو أن في الواقع ما يخالفه؟

فإذا قلت: مطابق للواقع ورد عليه في أُحد كانت الغلبة للمشركين، وفي الأنبياء من قتل {وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ} [آل عمران: ١١٢] وفي أهل الخير من قتل {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ} [آل عمران: ٢١] فما هو الجواب عن هذا؟

الجواب عن هذا من وجوه:

الوجه الأول: إما أن يكون النصر الذي وعد الله به الرسل، بناء على الأكثر، فإن الأغلب الأكثر بلا شك انتصار الرسل على أعدائهم واقرأ الآيات في الرسلِ تجد أن الله تعالى يقول: {وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (٦٥) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (٦٦)} [الشعراء: ٦٥ - ٦٦] وهذا انتصار بلا شك.

الوجه الثاني: أن يقال: إن المراد بالنصر نصر من أمروا

<<  <   >  >>