للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد يفصل بين المرء وأبيه، وبين المرء وأمه، وبين المرء وأقاربه: هؤلاء في الجنة وهؤلاء إلى النار. فإذًا سُمي يوم الفصل؛ لأنه يفصل فيه بين الخلائق، فيصرف قوم إلى النار، ويصرف قوم إلى الجنة. وسُمِّي يوم الفصل (أيضًا) لأنه يفصل بين الخلائق بالحكم بينهم بالعدل، بأخذ حق المظلوم من الظالم، كما يفصل القاضي في الدنيا بين المتخاصمين، فيعطي المظلوم حقه من الظالم.

وقوله: {الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢١)} كنتم أي فيما مضى، أما الآن فيصدقون به؛ لأنهم قالوا: {هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (٢٠)} لكن فيما مضى يكذبون بهذا اليوم، ويقولون: كيف يمكن أن تبعث الخلائق بعد أن كانوا عظامًا وترابًا؟ !

فإذا قال قائل: ما الفائدة من قوله: {الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢١)

قلنا: الفائدة من أجل زيادة التحسر على هؤلاء؛ لأنهم إذا قيل لهم: الذي كنتم به تكذبون فسوف يتحسرون ويقولون: يا ليتنا لم نكذب، فيكون في هذا زيادة ألم في نفوسهم، ومن جهة أخرى: التوبيخ لهؤلاء ولومهم على تكذيبهم حيث كذبوا بالحق، ففي ذلك فائدتان:

الفائدة الأولى: زيادة التحسر فيه.

والفائدة الثانية: التوبيخ واللوم على تكذيبهم بالحق.

قال المؤلف -رحمه الله-: [ويقال للملائكة: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا} أنفسهم بالشرك {وَأَزْوَاجَهُمْ} قرناءهم من الشياطين

<<  <   >  >>