للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجنة، ومن كان غير مستقيم في الدنيا على شريعة الله لم يكن مستقيمًا في الآخرة على طريق الجنة ولكن على طريق النار.

والصراط هنا حسي {الْجَحِيمِ (٢٣)} النار، فالجحيم إذًا من أسماء النار، وأسماء النار في القرآن كثيرة متعددة.

الفوائد:

١ - بيان قدرة الله -عز وجل- حيث تخرج الخلائق كلها بزجرة واحدة. وتخرج الخلائق كلها فورًا بدون تأخير، ففيه دليل على القدرة من وجهين:

الوجه الأول: عدم تكرار الأمر.

والوجه الثاني: سرعة الائتمار والامتثال لأمر الله -عز وجل-.

٢ - ومن فوائدها: أن الناس يخرجون يوم القيامة فينظرون، إما من نظر العين أو من الانتظار، وأيًا كان فإنه يدل على أنهم يخرجون إلى أمر غريب لم يألفوه؛ لأنهم كانوا في الأول في قبورهم ثم حشروا إلى شيء غريب لم يكونوا يعرفونه من قبل، لقوله: {فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ (١٩)}.

٣ - ومن فوائدها: أن هؤلاء المكذبين يدعون يوم القيامة بالويل والثبور والهلاك، لقولهمِ: {يَاوَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (٢٠)}. كما قال تعالى في آية أخرى: {لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا (١٤)} [الفرقان: ١٤].

٤ - ومن فوائدها: تحقق هذا القول وأنه أمر واقع كالحاضر، لقوله تعالى: {وَقَالُوا يَاوَيْلَنَا} فعبر عن المستقبل بالماضي لتحقق وقوعه.

<<  <   >  >>