للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول بعضهم لبعض وهم الأتباع يقولون: {إِنَّكُمْ كُنْتُمْ} {إِنَّكُمْ} الخطاب للمتبوعين {كُنْتُمْ} يعني في الدنيا {تَأْتُونَنَا} يعني في خطابكم لنا ودعوتكم إيانا {عَنِ الْيَمِينِ (٢٨)}، عن للمجاوزة يعني تأتوننا إتيانًا صادرًا عن اليمين، فما المراد باليمين؟

قيل: إن المراد باليمين الحلف، لقوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ} [البقرة: ٢٢٤] جمع يمين، فمعنى عن اليمين عن الحلف أي أن المتبوعين يحلفون للأتباع أنهم على حق، وهذا كقول الله تعالى عن الشيطان {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (٢١)} [الأعراف: ٢١].

وقيل: إن المراد باليمين هو التفاؤل، يعني أنكم تعدوننا خيرًا، وتقولون: اتبعونا فإنكم إن اتبعتمونا نلتم العزة والغلبة فتعدوننا بالخير وأنتم كاذبون علينا.

وقيل: المراد باليمين القوة كما في قوله تعالى: {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (٩٣)} [الصافات: ٩٣] أي بالقوة، وقيل: باليد اليمنى على كل حال.

إذًا باليمين فيها ثلاثة أقوال:

١ - الحلف.

٢ - الخير.

٣ - القوة.

والحقيقة أن كل هذه الوجوه واقعة من المتبوعين، فهم يقسمون للأتباع أنهم على حق، وهم يتكلمون معهم عن طريق القوة، لأنهم متبوعون، وهم كذلك يعدونهم بالخير، يقولون: اتبعونا تكن لكم العزة والغلبة وما أشبه ذلك، فالآية شاملة لهذه

<<  <   >  >>