للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[إبراهيم: ٢٢] هؤلاء المتبعون يقولون كما قال الشيطان، يقولون للأتباع: أنتم الذين أضللتم أنفسكم، أما نحن فلم نضلكم؛ لأننا لم نخاطب قومًا مؤمنين، فأضللناهم بعد إيمانهم، إنما نخاطب قومًا انقادوا إلى الكفر باختيارهم، فاللوم عليهم لأنفسهم أما نحن فلا، وهذا مبين لقوله تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (١٦٦)} [البقرة: ١٦٦].

الفوائد:

في الآيات المتقدمة فوائد:

١ - منها: أن هؤلاء المكذبين إذا ساقتهم الملائكة إلى النار فإنهم يهينونهم عدة إهانات، فيقفونهم على الصراط يعني عنده، ومن المعلوم أن الإيقاف فيه إهانة للإنسان، بحيث يكون في يد غيره كالآلة.

٢ - ومن فوائدها أيضًا: أنهم يهانون إهانة أخرى معنوية، فيقال لهم: {مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (٢٥)} يعني أي شيء يمنعكم اليوم من التناصر بعد أن كنتم في الدنيا تتناصرون، وفي هذا من الإهانة والتوبيخ والتنديم ما هو ظاهر.

٣ - ومن فوائدها أيضًا: أن هؤلاء في ذلك الموقف أذلاء مستسلمون كما قال تعالى: {بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (٢٦)} وكانوا في الدنيا مستكبرين لا يقبلون الحق، بل يجادلون ويقدمون رقابهم للقتل ضد الحق والعياذ بالله، لكنهم في الآخرة مستسلمون.

٤ - ومن فوائدها: أن هؤلاء المكذبين يلوم بعضهم بعضًا ويسب بعضهم بعضًا، قال الله تعالى في آية أخرى: {ثُمَّ يَوْمَ

<<  <   >  >>