للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٨ - ومن فوائدها: أنه يجب علينا أن نصدق من سبق من الرسل -عليهم الصلاة والسلام-؛ لأن نبينا - صلى الله عليه وسلم - صدق المرسلين، فيجب علينا نحن أن نصدق؛ لأنه يجب على المأموم متابعة الإمام، فإمامنا محمد -صلوات الله وسلامه عليه- فيجب علينا أن نتبعه.

١٩ - ومن فوائدها: الإشارة إلى أن الرسل السابقين أخبروا به لقوله: {وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (٣٧)} ولا شك أن الرسل السابقين أُعلموا به، وأن آخرهم عيسى -عليه الصلاة والسلام- بشر به، أما الأول فدليله قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (٨١)} [آل عمران: ٨١] فإن المراد بذلك محمد - صلى الله عليه وسلم -.

فإنه جاء مصدقًا لما معهم، فكان عليهم أن يؤمنوا به بمقتضى هذا العهد، وانظر إلى ليلة المعراج حيث صلى الرسل، بل الأنبياء صلوا جماعة، وكان إمامهم محمدًا - صلى الله عليه وسلم - مما يدل على أنه أفضلهم، فإن الإمامة في الصلاة تقتضي الإمامة التي فوق الصلاة.

٢٠ - ومن فوائدها: تناقض هؤلاء المكذبين للرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث وصفوه بأنه شاعر مجنون، لأن المجنون لا يمكن أن يكون شاعرًا فهم يتخبطون خبط عشواء، إلا أن يدعي مدع بأن الكلام مقسم أي: أن بعضهم يقول: شاعر، وبعضهم يقول: مجنون.

<<  <   >  >>