ثانيًا: إنَّها حركة موجهة ارتبطت في مسارها العام بالتنصير وبالاستعمار، كما ارتبطت بالصهيونية العالمية، وانطبعت بالروح المعادية للأُمَّة الإسلاميَّة وتاريخها, لتحقيق هدف هذه القوى المعادية للإسلام والمسلمين في تشويه الإسلام، ودفع العالم الإسلامي إلى مزيد من الضعف والتخلف.
وعلى هذا فإنَّ أعمال المستشرقين تحتاج إلى مواجهة دقيقة عميقة بأساليب مجدية، ووسائل فاعلة، ومنهج محكم يحيط بأبعاد القضية، ويناقشها بروح علمية موضوعية.
إن المنهج المطلوب في مواجهة المستشرقين تصحيحيًا وتقويمًا هو منهج الإسلام في مجادلة أهل الكتاب وغيرهم ممن كان يثير الشبهات على هدي الإسلام وتعاليمه، وهو منهج بين واضح، وقد وردت آيات عديدة في القرآن العظيم تبين آداب الحوار والجدل والمناقشة، ثمّ طبق الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- بأفعاله وأقواله ومواقفه ذلك المنهج، وسار سلف الأُمَّة عليه، والتزم الخلف الصالح به، وهو منهج يقوم على أسس رصينة تحقق النزاهة والموضوعية والقوة والأصالة والعدل والإحسان والعفو والصفح. . ولعل من أهم هذه الأسس: