للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خصائص العقيدة الإسلاميَّة

ولَمَّا كانت العقيدة الإسلاميَّة من عند اللَّه -عز وجل- فقد اختصت بخصائص فريدة. . . منها الآتي:

[أ- كونها عقيدة الفطرة]

فقد فطر الإنسان على الإيمان باللَّه، قال تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: ٣٠]، وقال الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما من مولود إلَّا يولد على الفطرة" (١)، وهذه الفطرة منقادة لتوحيد اللَّه وإفراده بالعبادة ونفي الشرك، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (١٧٢) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} [الأعراف: ١٧٢ - ١٧٣].

فسَّرَها ابن كثير بقوله: (يخبر اللَّه تعالى أنه استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم شاهدين على أنفسهم: أنّ اللَّه ربهم ومليكهم، وأنَّه لا إله إلَّا هو، كما أنَّه تعالى فطرهم على ذلك وجبلهم عليه. . .) (٢).

ومِمَّا يستنتج من هذه الشهادة مع الفطرة تأكيد العهد والميثاق، وهو بهذا يتفق مع المدلول اللغوي للعقيدة المأخوذ من (عَقَدَ) ومنه عَقْد وعقود (والعقود أوثق العهود. . .) (٣).

وقد أشار بعض علماء الاجتماع (إلى حاجة الإنسان إلى العقيدة؛


(١) أخرجه البخاري: صحيح البخاري، ٧/ ٢١١، كتاب القدر، بتحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق).
(٢) تفسير القرآن العظيم. . ٢/ ٢٦١ (مرجع سابق).
(٣) انظر: ابن منظور لسان العرب، مادة (عَقَدَ). وانظر: محمد أحمد الخطيب: دراسات في العقيدة الإسلاميَّة: ص ٩، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>