يعد الالتزام بالإسلام والاعتزاز به من أهم وسائل تحقيق تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة؛ فإنَّ ذلك من أظهر ما يدعو لتميزها، فالقدوة الصالحة تحقق هذا التميُّز من خلال الالتزام بالإسلام والاعتزاز به، انطلاقًا من جعل مفاهيم الأُمَّة ومناهجها ومواقفها أساسًا لهذا الاعتزاز، وعناية به، وحرصًا عليه، وهذا ما طبقه الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، وسار عليه أصحابه والتابعون لهم بإحسان؛ فقد كان الرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يحرص على أن تكون الأُمَّة الإسلاميَّة ذات تميُّز في التزامها، بما يؤكد ذاتيتها، كما تدل على ذلك نماذج كثيرة في حياة المسلمين؛ تتضح في الآتي:
أ- في المفاهيم.
ب- في المناهج.
ج- في المواقف.
أ- أمَّا في المفاهيم فإنَّ النماذج على ذلك في حياة الأُمَّة كثيرة جدًّا، منها تلك الحقبة التي كان الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- فيها بين ظهراني الأمة أو الحقب التي تلت ذلك، فقد جاء الإسلام و (العرب على إرث في جاهليتها من إرث آبائهم في لغاتهم ونسائهم وقرابينهم، فلما جاء اللَّه جل ثناؤه بالإسلام حالت أحوال، ونسخت ديانات، وأبطلت أمور، ونقلت من اللغة ألفاظ من مواضع إلى مواضع أخر بزيادات زيدت، وشرائع شرعت، وشرائط شرطت. . . فكان مِمَّا جاء في الإسلام: ذكر المؤمن والمسلم والكافر، وأنَّ العرب إنَّما عرفت المؤمن من الأمان والإيمان وهو التصديق، ثمَّ زادت الشريعة شرائط وأوصافًا، بها سُمّي المؤمن بالإطلاق مؤمنًا،