موقف المستشرقين من قضية استخلاف الأُمَّة الإسلاميَّة
إنَّ قضية استخلاف الأُمَّة الإسلاميَّة في الأرض بعد الأمتين اليهودية والنصرانية، ورسالتها في الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقيادة الناس كافَّة تحت راية لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه، وفي منهج اللَّه القويم وصراطه المستقيم، ومكافحتها للشر والباطل والفتنة، واضطلاعها بالنهي عن المنكر، تحقيقًا لقوله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}[سبأ: ٢٨]، وما يترتب على ذلك من سيادة الأُمَّة الإسلاميَّة واستخلافها، يتعارض ذلك كله مع ما يطمح الكفار إليه من السعي للسيطرة على العالم وقيادته والتحكم في مصيره.
وقد درج المستشرقون -في مسارهم العام- على الطعن في رسالة الأمَّة الإسلاميَّة، وتفسير هذا الهدف من أهداف تميُّزها بتفسيرات مختلفة كدعواهم أن هذا الهدف مضاد للحريات على صعيد الأفراد والجماعات، أو أنَّه يقضي على الإبداع والابتكار، ويعيق التطور والتقدم، وينطلقون في هذه القضية من منطلقات العداء للإسلام، والحسد لأمَّته، والتعصب المقيت للعقائد اليهودية والنصرانية.
وقد اصطبغت دراساتهم -في الأعم الأغلب- بدوافعها الدينيَّة، والاستعماريَّة، والسياسيَّة، وغيرها، ويتضح ذلك في النقاط الآتية:
الأولى: الصبغة الدينيَّة.
الثانية: الصبغة الاستعمارية.
الثالثة: الصبغة السياسيَّة.
أمَّا الصبغة الدينيَّة، فقد ذهب نفرٌ من المستشرقين منهم (تنمان،