للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واقتضت حكمة اللَّه أن يتحقق الاستخلاف بظهور الحق، وانتصار الصالحين، وتمكينهم في كل دورة من دورات الصراع بين الحق والباطل، وأن تكون العاقبة للمتقين، وأن يؤول الاستخلاف إليهم؛ قال تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ} [هود: ٥٧]، وفي آية أخرى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: ٣٨]، قال ابن كثير في تفسيرها: (أي: ولكن يكونون سامعين مطيعين له ولأوامره) (١).

وقال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور: ٥٥].

[ج- تعريف الاستخلاف في الاصطلاح]

أمَّا تعريف الاستخلاف في الاصطلاح فهو: (عبادة طوعيَّة للَّه بالتزام هديه وشرائعه ينشأ عنها ضبط للسلوك الإنساني في علاقته مع اللَّه وعلاقته بالكون والمخلوقات؛ بحيث تسير الحياة الإنسانية ضمن إطار الصلاح) (٢).


= الابتلاء والامتحان، وعلى سبيل المثال انظر: ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: ٢/ ٤٠٩، (مرجع سابق)، فقد أشار لشيء من ذلك، واستشهد ببعض الأحاديث وبعض المواقف التاريخية، وذلك عند تفسيره الآية ١٤ من سورة يونس.
(١) تفسير القرآن العظيم ٤/ ١٨٢، (مرجع سابق).
(٢) أحمد حسن فرحات: الخلافة في الأرض: ص ٢١ (مرجع سابق). وانظر: فاروق الدسوقي: استخلاف الإنسان في الأرض: ص ٦، ٧، (مرجع سابق)، وانظر: محمد الصادق عرجون: الأُمَّة الإسلاميَّة كما يريدها القرآن العظيم: ص ٩٦، (مرجع سابق). وانظر: عبد الحميد النجار: خلافة الإنسان بين الوعي والعقل (بحث في جدلية النص والعقل والواقع): ص ٤٧، ٤٨، الطبعة الأولى ١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م، عن دار الغرب الإسلامي - بيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>