للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موقف المستشرقين من خصيصة الربَّانيَّة

من أبرزت ما يوضح موقف المستشرقين من خصيصة الربَّانيَّة موقفهم من القرآن الكريم، والسنة النبوية وسيرة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، وتدل نماذج من أقوالهم في ذلك على حقيقة هذا الموقف، وذلك وفق ما يأتي:

أولًا: أقوالهم في مصدر القرآن الكريم مع الرد عليها.

ثانيًا: أقوالهم في السنة النبوية والسيرة النبوية مع الرد عليها.

أولًا: أقوالهم في القرآن الكريم:

تناول كثيرٌ من المستشرقين القرآن الكريم بالطعن والتشكيك من جوانب عدَّة؛ من حيث لفظه ومعناه، وتلاوته وأسلوبه، ونظمه وشكله، وطريق تنزيله وتدوينه، وثبوته، والأحكام المستنبطة منه، وما ورد فيه من أخبار وقصص، وكذا فيما ورد فيه من مغيبات، والأوامر والنواهي، وما يتصل بتاريخ القرآن الكريم وتفسيره، وكأنهم بعملهم هذا يرمون إلى إحداث اللغو فيه كما فعل المشركون من قبل: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُون} [فصلت: ٢٦].

ولعل من أبرز أقوالهم في القرآن الكريم التي تبين موقفهم من خصيصة الربانية ما يتعلق بمصدر القرآن الكريم، إذ يحاول معظمهم -بشكل مباشر وغير مباشر- أن ينسبه إلى محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- وينفي كونه وحيًا من اللَّه؛ ويبثون محاولاتهم تلك في مؤلفاتهم عن القرآن الكريم (١)، وفيما صنعوه من


(١) انظر: عمر إبراهيم رضوان: آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره ص ٩٩ - ١٨٨، (مرجع سابق)، تناول الباحث ثلاثة عشر كتابًا مؤلفة حول القرآن الكريم لثلاثة عشر مستسْرقًا أفردوا تلك المؤلفات عن القرآن الكريم، وفي فصل آخر تناول مؤلفات أخرى خصصت للحديث عن القرآن الكريم صفحات منها، وختم ذلك الفصل بذكر =

<<  <  ج: ص:  >  >>