للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأمر به والثناء على من حققه والوعد المترتب عليه]

يكاد تميُّز الأمة الإسلامية أن يكون المحور الأساس الذي تدور حوله آيات العقيدة، والأحكام، والآداب، بل حتى القصص القرآني في مغزاه القريب والبعيد، وكذلك تطبيقات الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- وأمره لأصحابه بسمت معين يميزهم في العقائد والشعائر والعبادات والسلوك أمرًا به وثناءً على المتصفين بصفاتٍ لازمها التميز والحث على ذلك وذكر الوعد المترتب عليه، وتفصيل ذلك في الآتي:

١ - في سورة الفاتحة (وهي أم القرآن المتضمن لجميع علومه) (١) تميُّز الطريق بين طريقين يدل عليه أوضح دلالة قوله -عز وجل-: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: ٦، ٧].

قال بعض المفسرين: الصراط المستقيم كتاب اللَّه، وقال بعضهم: هو الدين. وقال بعضهم الآخر: إنَّه الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، وجمع ابن كثير بين هذه الأقوال بقوله: (وكل هذه الأقوال صحيحة، وهي متلازمة، فإنَّ من اتبع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- واقتدى باللذين بعده، أبي بكر وعمر، فقد اتبع الحق، ومن اتبع الحق فقد اتبع الإسلام، ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن، وهو كتاب اللَّه، وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلها صحيحة يصدق بعضها بعضًا وللَّه الحمد) (٢)، وقبل ذلك قال: (اختلفت عبارات المفسرين من


(١) انظر: القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: (١/ ٧٨، ٧٩)، (مرجع سابق). وانظر: البغوي: معالم التنزيل: (١/ ٤٩)، (مرجع سابق)، وغيرهما من المفسرين.
(٢) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: (١/ ٢٨)، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>