للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يطلق على معانٍ عِدَّة منها: (المربِّي، والجامع، والمالك السيد المتصرف الحاكم، والكفيل المصلح المدبر) (١).

وكل هذه المعاني متحققة في الربانية بصفتها خصيصة من خصائص الأُمَّة الإسلاميَّة، فالرَّبُّ جَلَّ وعَلَا هو مربي هذه الأُمَّة المختارة، وهو المالك لها والسيد المتصرف في شؤونها، وهو الحاكم الكفيل المدبر المصلح لشأنها كله، وهي تستمد هذه المعاني كلها من كتاب اللَّه ومن سنة رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم-، وتميُّزها تميُّز متصل بالوحي (القرآن والسنَّة) في المقام الأول.

ب- معنى الرَّبَّانيَّة اصطلاحًا:

الرَّبَّانيَّة نسبة إلى الرَّبِّ، وزيادة الألف والنون للمبالغة كما أشار إلى ذلك ابن الأثير -في النص آنف الذكر-، وللعلماء في ذلك أقوال كثيرة ولكنها تنصب على مَنْ وُصِفَ (بالرَّبَّاني) (٢)، أمَّا الرَّبَّانيَّة في هذا المطلب فالمقصود بها: أنَّ تَميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة ذو صبغة إلهية ربَّانيَّة فهو تميُّزٌ ينبثق من الوحي (الكتاب والسنة) وعلى ذلك فالربَّانيَّة إحدى الخصائص التي يتصف بها تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة، من حيث المصدر، ومن حيث الهدف والغاية.

ويقتصر الحديث هنا عن القرآن الكريم والسنَّة النبوية المطهرة، باعتبارهما صَدَرَا عن اللَّه -عز وجل- كما قال تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: ٤]، ومنهما انبثق تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة فأصبحت الرَّبَّانيَّة خصيصة لازمة من خصائص هذا التميُّز من حيث المصدر، أمَّا من حيث الهدف والغاية فالحديث عن هذا الجانب متداخل ومماثل للحديث عن العبوديَّة


(١) لمزيد الاطلاع على مادة (ربّ، ربب، رباني) انظر: ابن منظور: لسان العرب مادة (ربب)، (مرجع سابق).
(٢) انظر: الفيروزآبادي: القاموس المحيط: مادة (ربب)، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>