هذا إلَّا بتحقيق الهدف الذي سبق؛ لأن الأُمَّة إذا لَمْ تحقق عبوديتها الخالصة للَّه فقدت سيادتها وعزتها.
و- وسائل تَمَيُّز الأُمَّة الإسلاميَّة التي يتحقق من خلالها، والتي تسهم في بناء الشخصية الإسلاميَّة للفرد والأُمَّة.
• تأتي اللغة العربيَّة في مقدمتها، فهي شعار الأُمَّة، وهي من أهم وسائل تَمَيُّزها؛ لأنَّها اللسان الذي أُنْزِلَ به القرآن الكريم، وبلَّغ به الرسول الكريم -صلى اللَّه عليه وسلم- رسالة ربه، وهو السبيل لفهم نصوص الدين، والطريق إلى معرفته، ومعرفة نهج السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، وتأثيرها عظيم في العقل والخلق والسلوك والدين.
• ثُمَّ يأتي تاريخ الإسلام وحضارته؛ حيث نشأ هذا التاريخ من انبثاق النور في بطحاء مكة المكرمة، متواصلًا مع تاريخ النبوات السابقة، ومتميِّزًا في نشأته وتطوره، وجاءت حضارة الإسلام على غير مثال سابق؛ من حيث أصالة الأسس، وقوة الجذور، وروح الحياة المتجددة، ذات التأثير الفاعل في حياة البشريَّة، وحركتها وآمالها وأهدافها، وبدأ هذا التاريخ؛ ونشأت هذه الحضارة في دنيا الواقع بصورة فعليَّة ملموسة، وبوقائع ذات أبعاد ضخمة في حاضر الإسلام ومستقبله.
وإذا كان مِمَّا اتسم به تاريخ هذه الأُمَّة تفرده واستقلاله عن تواريخ الأُمم الأخرى، فإنَّ مرد ذلك جملة من المقومات التي استندت إليها حياة المسلمين، ومنها:
• الالتزام بالإِسلام، والاعتزاز به.
• الوعي الشامل بالثقافة الإسلاميَّة، وما يخالفها من الثقافات الأُخرى.