للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطهارة والنماء، والحقيقة أن محمدًا استعارها بمعنًى أوسع من ذلك بكثير، أخذًا عن استعمالها عند اليهود (في العبرية - الأرميَّة: زكوات) (١).

هذه نماذج من أقوال المستشرقين وآرائهم حول العبوديَّة في الإسلام، وإنْ كانت العبادة -كما سبق شرحها- أشمل من ذلك، ولكن الموضوع هنا هو استجلاء موقف عامَّة المستشرقين من قضية العبوديَّة باعتبارها من أهم أهداف تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة.

ولعل في هذه النماذج الواردة في الصفحات السابقة ما يؤكد موقف المستشرقين في مسارهم العام من تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة، وأنَّهم يصرون إصرارًا يجافي مناهج البحث العلمي ويقدح -بصفة واضحة- في مصداقيتهم؛ بل ويؤكد بما لا يدع مجالًا لحسن الظن بهم أنَّهم يتحاملون على الإسلام كمبدأ، وعلى الأمَّة الإسلاميَّة في هويتها وشخصيتها المميَّزة، فهم حريصون غاية الحرص على نسبة كلِّ جانب من جوانب تميُّزها إلى أُمَّة أخرى، وإظهار الإسلام بمظهر ملفق من الوثنية الجاهليَّة واليهودية والنصرانية، وغير ذلك من الملل والنحل.

أمَّا الرد على أقوالهم وآرائهم فستتركز في النقاط الآتية:

١ - إن التشابه بين بعض الشرائع والشعائر في الإسلام وبين ما سبقها من الديانة اليهوديَّة أو النصرانية أو غيرهما من الملل والنحل لا يصح بأيِّ حال من الأحوال أنْ يكون دليلًا قاطعًا، وحُجَّة مقنعة بأنَّ الإسلام مقتبس من غيره، أو ملفق مِمَّا سبقه.

يقول أحد المفكرين: (إنَّ الأفكار التي تبدو متشابهة في دوائر


(١) نقلًا عن: محمد أنس الزرقاء: الزكاة عند شاخت. . . (بحث مدرج في مناهج المستشرقين في الدراسات العربية الإسلاميَّة) ٢/ ٢٠٧، (مرجع سابق)، وانظر: عبد العظيم الطعني: افتراءات المستشرقين: ص ١٣٦ - ١٣٩، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>