تعدُّ العبادة من أهم أهداف تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة، فالتميُّز بمقوماته الأساس من عقيدة وشريعة وأخُوَّة وما تقتضي من وحدة الأُمَّة الإسلاميَّة، وبخصائصه التي تجليها: الربانيَّة والعالمية والوسطيَّة والإيجابيَّة الخيِّرة، إنَّما يهدف في المقام الأول إلى تحقيق العبوديَّة للَّه -عز وجل-؛ إذ العبادة هي الغاية من خلق الثقلين، قال تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات: ٥٦]، فالعبادة للَّه: هي الهدف من خلق الخليقة، وجعلها خالصة للَّه وفقًا لما شرع، واقتداءً برسوله -صلى اللَّه عليه وسلم-، فهي بذلك في قمة أهداف تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة، الأُمَّة التي تعبد اللَّه وحده ولا تشرك به شيئًا، قال تعالى:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: ٢١].
ولابُدَّ هنا من توضيح مفهوم العبادة في الإسلام، وأثرها في حياة الأُمَّة في أقوالها وأفعالها، وسائر جوانب حياتها، وبيان كيف تتميَّزُ الأُمَّة الإسلاميَّة بالعبودية للَّه، ويقتضي ذلك مناقشة قضية الاتباع والابتداع والرهبانيَّة، والإشراك، ونحو ذلك من المسائل المتصلة بتميُّز الأمَّة الإسلاميَّة.