للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقومات الاستخلاف بعامّة

من خلال مفهوم الاستخلاف وأهميته يتضح أنّه على نوعين اثنين، أحدهما: استخلاف عام لجميع البشر، والآخر: استخلاف خاص بالمؤمنين، و (نستطيع أن نُمَيِّز بين نوعين من أنواع الخلافة: خلافة كونيَّة يشترك فيها الناس جميعًا، وخلافة شرعيَّة خاصة بالمؤمنين وحدهم) (١)، فالخلافة الشرعية (هي التي ينبغي أن تمسك بزمام الخلافة الكونيَّة لتضبط حركتها، ولتوجهها إلى طريق الخير) (٢).

ينبغي إجمال مقومات استخلاف الأُمَّة بعامَّة، ثُمَّ يعقبه مقومات استخلاف الأُمَّة الإسلاميَّة بخاصة، أمَّا مقومات الاستخلاف بعامَّة فيمكن بيانها فيما يأتي:

أولًا: العلم:

أساسه قوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة: ٣١]، قال ابن قيم الجوزية -في صدد حديثه عن قصَّة استخلاف آدم عليه السلام في الأرض وسؤال الملائكة ربهم بقولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} [البقرة: ٣٠]: (إنّه سبحانه أظهر فضل الخليفة عليهم بما خصَّه به من العلم الذي لم تعلمه الملائكة، وأمرهم بالسجود له تكريمًا له وتعظيمًا له، وإظهارًا لفضله، ثُمَّ إنّه سبحانه لما علم آدم ما علَّمه، ثُمَّ امتحن الملائكة بعلمه فلم يعلموه فأنبأهم به آدم، وكان في طي ذلك جوابًا لهم عن كون هذا الخليفة لا فائدة في جعله في الأرض فإنَّه يفسد فيها،


(١) أحمد حسن فرحات: الخلافة في الأرض: ص ٣٨، (مرجع سابق).
(٢) المرجع السابق نفسه: ص ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>