[المنهج في دراسة تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه وخطة البحث فيه]
يمكنني القول بأنني انتهجت في رسالتي هذه أكثر من منهج؛ وفقًا لمقتضيات البحث والدراسة، ففي بعض المباحث انتهجت منهجًا تأصيليًّا، وفي بعضها الآخر كان منهجي تاريخيًا وصفيًا، وتارةً أخرى أطبق المنهج النقدي، وأحيانًا أعمل منهج الاستقراء والاستنتاج والمقارنة والملاحظة؛ ولتوضيح ذلك أورد الأمثلة الآتية:
أ- كان منهجي فيما يتعلق بمنزلة التميُّز وضرورته ومقوماته وخصائصه وأهدافه ووسائله منهجًا تأصيليًا، درجتُ فيه على البحث في أصول كلمات:(التميّز، الأمة، الأمة الإسلاميَّة، العقيدة، الشريعة، الربانية، العالمية، الوسطية، ونحو ذلك من مفاهيم البحث الأخرى) فعدتُ لمعانيها اللغويّة والاصطلاحية وحددت المراد منها كونها مفاهيم للبحث، وسرتُ على هذا المنهج في سائر البحث.
ب- وكان منهجي فيما يتعلق بدراسة نشأة الاستشراق وتطوره منهجًا وصفيًا تاريخيًّا، تخلَّلَه منهج آخر عُنِيَ بالاستقراء والاستنتاج والملاحظة والنقد، بعد أن بينت مفهوم الاستشراق والمستشرقين.
ج- وانتهجت في دراسة موقف المستشرقين من تميز الأمة الإسلاميَّة؛ منهجًا نقديًّا أطرح من خلاله شبهات المستشرقين ثم أردُّ عليها من ناحية، وأبرز ما في موقفهم من تميز الأمة الإسلاميَّة من سلبيات وإيجابيات، ثم أقارن بينهما لأصل في نهاية التحليل لنتيجة محدّدة إن أمكن.
أمَّا خطوات البحث من حيث جمع المادة العلمية من مظانها في المصادر والمراجع، وأسلوب الإفادة منها ومصطلحات الكتابة، وخطة البحث، فهي على النحو الآتي: