للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن الشيخ حسين مفتي المالكية بمكة المكرمة، وادعى المستشرق الفرنسي (جيل جيرفيه - كورتلمان) أنَّ هدفه من رحلته التحقق من هذه الفتوى (١)، وأشار الباحث الذي روى خبر تلك الرحلة أن (كورتلمان)؛ (في لقائه مع كبار رجال الدين إنَّما كان يؤدي مهمة رسمية، إذ أنه عند عودته إلى فرنسا بعد أداء فريضة العمرة والتجول في أرض الحجاز منح وسام (جوقة الشرق)، وجاء في الأسباب الموجبة منحه الوسام، أنه كلف بمهمة رسمية في شبه الجزيرة العربيَّة، تمكن من تأديتها برغم الظروف الصعبة بفضل شجاعته وفطنته، وأنَّه عاد من رحلته إلى مكة بوثائق ومعلومات هامَّة، فما هي هذه المعلومات والوثائق؟ هنا تكشف الوثائق في المحفوظات الرسمية الفرنسية أن الحاكم الفرنسي العام في الجزائر تلقى من الكاتب تقريرًا يؤكد أن الفتوى التي حملها الحاج (عقلي) في العام ١٨٩٣ م، هي فتوى حقيقية غير مزيفة) (٢).

[٢ - العادات والتقاليد]

إذا كان من وسائل تحقيق تميّز الأُمَّة الإسلاميَّة؛ النهي عن تقليد


= العامَّة - الخطوط الجويَّة السعودية، عدد [١٠] , السنة [١٧] , جمادى الأولى ١٤١٤ هـ - أكتوبر ١٩٩٣ م - جدة.
(١) انظر: المرجع السابق نفسه: ص ١٠.
(٢) المرجع السابق نفسه: ص ١٢، ومن الملحوظ: أن هذا الخبر الذي أورده الكاتب، ونشرته المجلة ينقصه التوثيق العلمي، وعزوه إلى مراجع يعول عليها، فقد يكون كل ما جاء في الخبر من أمر هذه الفتوى، ونقلها إلى الجزائر، ودعوى نسبتها إلى مفتي المالكية في مكة المكرمة، وقدوم المستشرق الفرنسي للتحقق منها وزعمه موافقة (رجال الدين)!! -وفق تعبيره-، وقوله في تقريره للحاكم الفرنسي العام في الجزائر بأن الفتوى حقيقية غير مزيفة!! قد يكون كل ذلك مكذوبًا لا صحة له، ولعل ذلك هو الأرجح، أمَّا الرحلة فلا تعدو أن تكون -إن صح وقوعها- بهدف الترويج للفتوى المزعومة، وإشاعة أنّها صحيحة مضمونًا ونسبة، وموافقة مِمَّا سمَّاه رجال الدين، وهو هدف استعماري مكشوف لا يخفى على ناقد بصير.

<<  <  ج: ص:  >  >>