للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مفهوم الإيجابية الخيرة]

مفهوم المسارعة والسبق:

أ- المسارعة: مشتقة من الفعل الثلاثي (سَرُع) يقال: (سَرُعَ، يَسْرُعُ سرعة وسِرْعًا، فهو سَرعٌ وسريعٌ، والأُنثى: سَرْعى) (١) بمعنى (خَفَّ وعجل. تسرَّع بالأمر: بادر به. المتسرع: المبادر إلى الشر. المسرع: السَّريع إلى خير أو شر) (٢).

والمسارعة فيها مبالغة ومفاعلة من السُّرعة، وتختلف عن العجلة، وعن الفرق بينهما قال الرازي: (فإن قيل: أليس العجلة مذمومة. . . "العجلة من الشيطان والتأني من الرحمن" (٣) فما الفرق بين السرعة وبين العجلة؟ قلنا: السرعة مخصوصة بأن يقدم ما ينبغي تقديمه، والعجلة مخصوصة بأن يقدم ما لا ينبغي تقديمه، فالمسارعة مخصوصة بفرط الرغبة فيما يتعلق بالدِّين؛ لأنَّ من رغب في الأمر آثر الفور على التراخي، قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [آل عمران: ١٣٣]، وأيضًا العجلة ليست مذمومة على الإطلاق بدليل قوله تعالى: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: ٨٤]) (٤).


(١) ابن منظور: لسان العرب المحيط: مادة (سَرُع)، (مرجع سابق).
(٢) المرجع السابق نفسه: المادة نفسها.
(٣) أخرجه الترمذي: الجامع الصحيح ٤/ ٣٢٢، ورقمه (٢٠١٢)، ولفظه: "الأناة من اللَّه والعجلة من الشيطان"، كتاب البر والصلة، باب [٦٦]، تحقيق: كمال يوسف الحوت، (مرجع سابق)، غير أنه قال فيه: (هذا حديث غريب، وقد تكلم بعض أهل الحديث في عبد المهيمن بن عباس بن سهل، وضعَّفه من قِبَل حفظه) وعبد المهيمن هو راوي الحديث عن أبيه عن جده (سهل بن سعد الساعدي).
(٤) التفسير الكبير: ٣/ ٣٣٤، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>