تبرز صلة التميُّز بالأمة الإسلامية، ومن خلال هذه المعاني يلحظ رسوخ هذا المصطلح وتمام انطباقه على الأمة الإسلامية، ولبيان صلة التميُّز بالأمة الإسلامية يأتي تفصيل القول على النحو الآتي:
١ - كونُ الأُمَّة الإسلاميَّة بلغت من التمام والكمال والقوة الذروة عندما تمثلت الإسلام في حياتها وطبَّقته في جميع شؤونها، وقد شهد اللَّه لها بذلك، قال تعالى:{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}[الفتح: ٢٩].
ومن هنا فإنَّ مفهوم التميُّز يتناول هذا الجانب من ذاتية الأمة الإسلامية، ويتطابق المعنى اللغوي لكلمة (مزا) التي تعني التمام والكمال والقوة، وكلمة (مزز) التي تعني ما يقع موقعًا في بلاغته وكثرته وجودته، يتطابق المعنى اللغوي للتميُّز مع حقيقة الأمة الإسلامية (في حين أنَّ ما لدى غيرها من الأمم إمَّا فاسد وإمَّا ناقص في عاقبته، على الرغم ممّا هم عليه من إتقان أمور دنياهم. . وليس لديهم ما يمكن أن يدل المسلمين على