للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موقف المستشرقين من خصيصة العالَمِيَّة

تختلف آراء المستشرقين ومواقفهم حول هذه الخصيصة من خصائص تميّز الأُمَّة الإسلاميَّة، فمنهم من أقرَّ بها، مثل (جولدزيهر) (١) و (سيرتوماس أرنولد) وغيرهما (٢)، ومنهم من أنكرها، ومنهم من أقرَّ بها، ولكنه نفى أن يكون الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- فكر فيها أو عمل لها، وإنَّما أفضت إليها حركة الأمَّة الإسلاميَّة التاريخية، ومنهم من تأرجح بشأنها، قائلًا: لا يُمكن إثباتها أو نفيها، فهناك نصوص تثبتها ودلائل تؤكدها، وهناك نصوص أخرى تدل على عكس ذلك.

ويعرض هذا المطلب بعض آراء منكري هذه الخصيصة واستدلالاتهم سواء الذين أنكروها البتَّة، أو أنكروها كخصيصة تميّز بها الإسلام من حيث المبدأ وطبيعته الذَّاتيَّة، أو تأرجحوا بشأنها.

أمَّا الذين اعترفوا بها فسيجري الاستشهاد بأقوالهم في سياق الردود على المنكرين، وتفصيلُ ذلك وفق الآتي:

أولًا: موقف المنكرين لخصيصة العالَمِيَّة وأدلة إنكارهم مع الرد عليها:

أ- زعم (فنسك): (أن دعوة الإسلام خاصة بالعرب)، وحُجَّتُه في ذلك أنَّ (الرسول عربي، وظهر في جزيرة العرب، والقرآن عربي، وأحكامه عربية، ويجري العمل به في بلاد العرب، والدعوة ظهرت في


(١) اعترف (جولدزيهر) بعالمية الإسلام على الرغم من مزاعمه في القرآن الكريم والسنّة النبويّة، ولكنه لا يجد حرجًا أن يكون الإسلام عالميًا وهو من وضع محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- وليس وحيًا من عند اللَّه. انظر: جميل عبد اللَّه المصري: دواعي الفتوحات الإسلاميَّة ودعاوى المستشرقين: ص ٣١، الطبعة الأولى، عن دار القلم - دمشق، والدار الشامية - بيروت، ١٤١١ هـ - ١٩٩١ م.
(٢) انظر: العقاد: الإسلام دعوة عالمية: ص ١٢٩، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>