للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرى فإنَّه ينبغي أيضًا الاهتمام بالتعريب كأسلوب حياة، ووسيلة تميُّز يحفظ للأُمَّة شخصيتها وهويتها الذَّاتيَّة في كافَّة ميادين الحياة.

[الرد على الشبهة الثانية]

إنَّ صعوبة النطق وصعوبة الكتابة في اللغة العربيَّة شبهة فيها كثيرٌ من التعسف؛ لأن قواعد النحو والصرف وطريقة كتابة الحرف العربي وضبطه بالشكل والإعجام من ناحية (١)، وتحقيقه في مجال الأداء الصوتي (٢) من ناحية أخرى، خُدِمَ ذلك كله بعبقرية وبراعة أظهرت تميُّز اللغة العربيَّة على سائر اللغات، وحدَّدَت دلالة الألفاظ على المعاني بغاية الدقّة، (فقد عكف علماء الأُمَّة على اللغة العربيَّة وعلومها، واستنبطوا قواعدها، ووضعوا أصول نحوها وصرفها حتى تمت الضوابط والمقاييس في غاية الوضوح والبيان مِمَّا جعلها لغةً علميَّة مكتسبة يسهل حذقها وتعلمها على أبناء اللغة العربيَّة الناشئين) (٣)، (وعلى أبناء غير العربيَّة الذين دخلوا دين الإسلام أفواجًا، فانتشرت اللغة بينهم كما لم تنتشر لغة من قبل سرعة ويسرًا، ولم يكن أبو الأسود الدؤلي، والخليل بن أحمد، وسيبويه، والمبرد، وأبو علي بن فارس، والثعالبي، وابن سيده، والزبيدي. . . وغيرهم كثير علماء في اللغة يتشدقون في المجتمعات بعلمهم، أو سعيًا لرزق صغير أو طلب لمنصب. . . بل كان كل منهم يهب حياته في خدمة


(١) انظر: نذير حمدان: اللغة العربيَّة: ص ٤٤، ٤٥، (مرجع سابق).
(٢) انظر: محمد مصطفى بن الحاج: عالمية اللغة العربيَّة، (من قضايا اللغة العربيَّة). .: ص ٢١٧ (مرجع سابق).
(٣) انظر صلاح عبد المقصود وحسن علي ربات لغة القرآن بين مكر الأعداء. . . وحرص الأبناء؛ تحقيق: نشر في مجلة الأُمَّة (مرجع سابق)، العدد [٤٣]، رجب ١٤٠٤ هـ: ص ٥٩ تحت عنوان: (مجمع اللغة العربيَّة لماذا؟).

<<  <  ج: ص:  >  >>